إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
محاضرة بعنوان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
16280 مشاهدة print word pdf
line-top
الحث على طلب العلم

كذلك على الجاهل أن يسأل، وأن يتعلم، لأن كثيرا من الجهلة يدعون أو يعتقدون أنهم على علم، وأن ما هم عليه مما أخذوه عن الأسلاف وعن الأجداد أنه هو الصواب، وأنه هو الحق، ثم يبقون على ما هم عليه من ذلك الأمر الذي أخذوه عن الآباء والأجداد، وإذا رأوا من هو أصغر منهم ممن تعلم حديثا في شيء من المعلومات؛ من العلوم الدينية ولو كان صغيرا احتقروهم ولم يأخذوا عنهم، أو لم يسألوهم. الله تعالى قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وأهل الذكر هم من كان عندهم علم بالقرآن الكريم، أو بالسنة النبوية، أو بالعلوم الشرعية.
فالعالم ولو كان صغيرا، ولو كان ولدك أو ابن أخيك، ولو كان أصغر منك بعشر سنين أو بعشرين أو بثلاثين؛ لا تحتقر أن تسأل ولا تستحي أن تستفصل؛ بل اسأل من كان أعلم منك عن أمر دينك، واستفصل فيه حتى تعبد الله على بصيرة، لأنك إذا بقيت على ذلك الجهل أو ذلك الشيء الذي تلقيته عن الآباء والأجداد كان ذلك من الوسائل إلى رد عباداتك وعدم قبولها، والله ليس يقبل العبادة إلا على الأمر الذي أراده، الله لا يقبل العبادة إلا إذا تمت شروطها وانتفت موانعها ولم يأت شيء يبطلها.
فهذه وصيتنا لك أيها العالم أن تعلم من تراه مخلا بشيء من العبادات، وأنت أيها الكبير أو أيها الجاهل نوصيك بأن تتعلم وأن تتفقه في دينك.
ورد في بعض الآثار: لا ينال العلم مستحي ولا متكبر. فالذي يستحيي أن يسأل من هو أصغر منه يبقى جاهلا، والذي يتكبر ويترفع ويقول: أنا رئيس، أو أنا شريف، كيف أسأل؟ وكيف أستفصل من هو صغير؟ أو من هو أقل مني رتبة؟ يبقى على جهله، وإذا بقي على جهله فإن عليه ملامة؛ إذا بقى على جهله فإنه بلا شك لا تقبل عباداته؛ سيما إذا كان متمكنا.

line-bottom